MR-karem Don'T DarE ME
عدد المساهمات : 607
التميز : 230
العمر : 32
العمل/الترفيه : طالب بكلية الهندسة
| موضوع: العقل و الحب.. الثلاثاء يوليو 26, 2011 11:37 pm | |
| عندما يتطور الاحترام إلى حب بين عباد الله...فإنه يجسد بذلك درجة تطور حقيقية في العلاقة الصحيحة بين البشر فالاحترام قيمة والاحترام قرار ينشأ من العقل .. ويصدر عن الإرادة والاحترام قوة جذب يتحكم فيها وعي الإنسان ونضجه والاحترام سمة نبيلة تحكم العلاقات الإنسانية الراقية
أما الحب فإنه فورة عاطفية وشحنة " حسية " غير منظمة في كثير من الأحيان لكن الحب الذي يولد من رحم الاحترام يصبح شيئاً آخر يصبح نسيجاً خاصاً .. صدر عن العقل .. ونبع العاطفة
وعندما يجتمع الحب والاحترام في نفوسنا للآخرين .. فإنه يعبر عن أقوى العواطف وأعمقها وأنبلها في آن معاً
فالاحترام لمن نحب يمثل ميزاناً ترجح في كفته التصرفات العقلانية الرفيعة
والحب لمن نحترم .. يجسد أعظم درجات النمو العاطفي المرتكز على الوعي
والذين نحترمهم ثم نحبهم .. يصبحون بالنسبة لنا المثل والقدوة يصيرون بالنسبة لنا العقل الذي نفكر به .. والعاطفة التي نحس من خلالها يصبحون عندنا بمثابة " الرئة " التي نتنفس من خلالها .. ولا نحس بطعم الحالة إلا في ظل سلامتها .. ونظافتها .. ونقائها وفي الأزمنة الملوثة .. يندر هذا النوع من الحب العاقل الحب الذي ينظمه العقل .. ويصونه الوعي .. ويحميه الإحساس الصادق من الاضطراب
لكن السؤال هو
متى نحب من احترمنا .. ؟ ولماذا نحب من احترمنا .. ؟ وكيف نتعامل بحب مع من احترمنا ؟
سؤال واحد .. بأفرعه الثلاثة
ليس له سوى إجابة واحدة هي
توفر الصدق .. لدى من احترمنا فالصدق يمثل أقوى مؤثر يجذبنا إلى الآخرين .. ويجعلنا نندفع نحوهم بقوة وبلا تردد وعندما يكون الصدق هو الأساس في العلاقات الإنسانية .. فإنه يجلب معه الطمأنينة وإذا سادت الطمأنينة علاقات البشر .. فتحت كل الأبواب المغلقة وألغت جميع الحدود والفواصل بين الناس وعندما تنتهي الحواجز وتسقط المحاذير .. فإنه يمكن وصف الحالة بالتطور الوعي تطور العلاقة من الإخلاص إلى الاحترام ومن الاحترام إلى الحب ومن الحب إلى المطلق
صحيح أن هذا النوع المثالي من العلاقات الإنسانية نادر هذه الأيام وقد يكون معدوماً وصحيح أن التحول من الحب إلى الاحترام هو الحالة المألوفة والسائدة .. وإن العكس هو الحالة الاستثنائية النادرة جداً لكن الأكثر صحة هو : أن تطور العلاقة الإنسانية من الاحترام إلى الحب يوفر ضمانة قوية لاستمرار هذه العلاقة السامية .. وصمودها أمام كل العواصف وقد يأتي اليوم الذي تتحول فيه هذه العلاقة من الحب القائم على الاحترام .. إلى التضحية بالنفس .. إذا لزم الأمر
فالإنسان قد يجد نفسه أمام خيار صعب
خيار بين أن يمضي في علاقته الراقية هذه .. وبين أن يدفع حياته ثمناً لها إذا اراد لها أن تتوقف لكن هذه الدرجة العنيفة من الحب المرتكز إلى الاحترام تبدو وكأنها خيال .. لا وجود له في عصر يطغى عليه التفكير " النفعي " وتسيطر عليه " المصالح " المؤقتة .. وتكيفه الأمزجة المتغيرة
غير أن ذلك لا يعني أنه حالة مستحيلة .. وأنه غير موجود إلا في الكتب الرومانسية والأفلام الهندية فقط أن تحب بعقلك .. فأنت توفر الضمان لهذا الحب بالبقاء .. والنماء .. في كل الأجواء
| |
|