السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
( 1 )
عن
أبي هريرة قال: قال رسول الله : "إن لله ملائكة فضلاً عن كتاب الناس
يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى
تنادوا: هلموا إلى حاجتكم".
قال: "فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا".
قال: "فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم ما يقول عبادي؟"
قال: "يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك".
قال: "فيقول: هل رأوني؟".
قال: "فيقولون: لا والله ما رأوك".
قال: "فيقول: كيف لو رأوني؟"
قال: "فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادةً وأشد لك تحميداً وتمجيداً وأكثر لك تسبيحاً".
قال: "فيقول: ما يسألوني؟".
قال: "فيقولون: يسألون الجنة".
قال: "فيقول: وهل رأوها؟".
قال: "فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها".
قال: "فيقول: كيف لو أنهم رأوها؟".
قال: "يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً وأشد لها طلباً وأعظم فيها رغبةً".
قال: "فيقول: فمم يستعيذون؟".
قال: "فيقولون: من النار".
قال: "فيقول: وهل رأوها؟".
قال: "يقولون: لا والله يا رب! ما رأوها".
قال: "يقول: كيف لو رأوها".
قال: "يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً وأشد لها مخافةً".
قال: "يقول: فاشهدكم أني قد غفرت لهم".
قال:"فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجةٍ".
قال:
"هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم". أخرجه البخاري في كتاب الدعوات تعليقاً
برقم (6408)، ومسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6780).
( 2 )
وعن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله ما غنيمة مجالس
الذكر؟ قال: "غنيمة مجالس الذكر الجنة". رواه الإمام أحمد (2/177 و 190).
الغنيمة : هي الفوز بالشيء وحيازته ، وهو مافيه من الأجر والثواب .
( 3 )
وقال رسول الله : "ما اجتمع قوم على ذكر فتفرقوا عنه إلا قيل لهم: قوموا مغفوراً لكم". صحيح الجامع برقم (5383).
( 4 )
وعن
أنس ، عن رسول الله قال: "ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون
بذلك إلا وجهه إلا ناداهم منادٍ من السماء أن قوموا مغفوراً لكم قد بدلت
سيئاتكم حسنات". رواه أحمد (3/142)، وقال الهيثمي في المجمع (10/76): (رواه
أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط ، وهو في صحيح الجامع (5486).
( 5 )
وعن
أبي الدرداء قال: قال رسول الله : "ليبعثن الله أقواماً يوم القيامة في
وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء".
قال:
فجثا أعرابي على ركبتيه فقال: يا رسول الله جلهم لنا نعرفهم قال: هم
المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله رواه
الطبراني في مجمع الزوائد (10/77).)
قوله: يغبطهم : الغِبْطَةُ بالكسر أن تتمنى مثل حال المَغْبُوطِ من غير أن تُريد زوالها عنه وليس بحسد .
( 6 )
وعن
معاوية أن رسول الله خرج على حلقةٍ من أصحابه فقال: "ما أجلسكم" قالوا:
جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومنَّ به علينا.
قال:
"آلله ما أجلسكم إلا ذلك" قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك قال: "أما إني لم
أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم
الملائكة". أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (2701).
قال
النووي : قوله : "لم أستحلفكم تهمة لكم" هى بفتح الهاء واسكانها ، وهى فعلة
وفعلة من الوهم والتاء بدل من الواو واتهمته به اذا ظننت به ذلك .
وقوله
e : "إن الله عز وجل يباهى بكم الملائكة" معناه يظهر فضلكم لهم ويريهم حسن
عملكم ويثنى عليكم عندهم، وأصل البهاء الحسن والجمال، وفلان يباهى بماله
أي يفخر ويتجمل به على غيره ويظهر حسنه . اه . شرح النووي (17/23)
( 7 )
وعن
أبي هريرة، وأبي سعيد رضي الله عنهما قالا:قال رسول الله : "لا يقعد قوم
يذكرون الله عزوجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة
وذكرهم الله فيمن عنده". أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6795)
وأخرجه الترمذي في كتاب الدعوات برقم (3378) وابن ماجة في كتاب الأدب برقم
(3791).
( 8 )
وعنه أنه سمع النبي وآتاه رجل فقال: يا رسول الله!
كيف أقول حين أسأل ربي عز وجل؟ قال: "قل: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني
وارزقني ويجمع أصابعه إلا الإبهام فإن هؤلاء تجمع دنياك وآخرتك". أخرجه
مسلم في كتاب الذكر والدعاء برقم (6791).
( 9 )
وعنه عن النبي
قال: "مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي
والميت". أخرجه البخاري في كتاب الدعوات رقم (6407)، ومسلم في كتاب صلاة
المسافرين برقم (1820)
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم